البحث عن السعادة- رحلة "تدوير" في الحياة والذكريات
المؤلف: ريهام زامكه08.31.2025

تلقيت دعوة من صديقة فارغة البال، في يوم لم تكن له ضرورة ملحة، للخروج في نزهة خفيفة الظل، وذلك على حد وصفها، حيث قالت: "هيا بنا نجدد الأجواء ونذهب لـ(نتجول) بالسيارة قليلاً". وكما تعلمون، فإن كلمة (نتجول) لدينا لا تعني فقط (نبحث)، بل تتضمن معاني أخرى متنوعة تتجاوز مجرد البحث عن شيء مفقود.
(التجول) بالسيارة يعني (التمشي)، والتنزه، و(اجتياز) الشوارع جيئة وذهاباً، واستعادة الذكريات الجميلة، وأحياناً الضياع؛ وذلك لأن برنامج خرائط جوجل قد فقد صوابه ولا يزال يعلق أهل جدة في السودان!
وصلت صديقتي، وخرجت من المنزل وأنا كالعادة (أفتش) عن نظارتي الشمسية، وبعد جهد جهيد و(بحث وتنقيب) وتمحيص دقيق، وجدتها أخيراً بين متعلقاتي الشخصية. صعدت إلى السيارة وقلت لها: اليوم أنتِ من ستقودين هذه الرحلة الممتعة، وسوف أستمتع أنا باحتساء قهوتي. فأجابتني قائلة: لا تقلقي، سوف (نتجول) قليلاً على امتداد الكورنيش، وبعد ذلك (سنبحث) عن مطعم فاخر نتناول فيه وجبة العشاء الشهية.
فأجبتها ممازحة: والله إنكِ (تبحثين) إما عن الازدحام المروري الخانق، أو عن صداع الرأس المزعج!
المهم؛ (بحثنا) نحن الاثنتان عن موضوع شيق نتجاذب فيه أطراف الحديث الممتع، وبدأت صديقتي تسترسل في الكلام عن ذكرياتنا العطرة، وسفرياتنا المبهجة، وسهراتنا اللطيفة، وروحاتنا وجيئاتنا، وتطور بنا الحديث حتى أصبحنا (نبحث) عن محطة وقود.
وبعد مرور ساعة كاملة من التجوال، عثرنا أخيراً على محطة وقود، ولكننا عندما وصلنا إليها لم نجد فيها أحداً! و(بحثنا) عن أي عامل، ثم عثرنا على لوحة صغيرة معلقة مكتوب عليها بخط واضح "مغلق للصلاة"، مع العلم أنه كان متبقياً حوالي ربع ساعة تقريباً على موعد الأذان!
ولكن على أية حال، لا بأس؛ انتظرنا كغيرنا مرغمين حتى عاد العامل، وقام بملء خزان السيارة (بالكامل) حتى نتمكن من إكمال (جولتنا) وتتفتح أساريرنا وتنتعش أرواحنا.
أخبروني إذن؛ من منا لا يسعى جاهداً للبحث عن السعادة والبهجة في هذه الحياة؟ نحن جميعاً نبحث عنها و(نقتفي أثرها) وكأنها جوهرة ثمينة قد ضاعت منا في أيام طفولتنا البريئة. نبحث و(نفتش) دائماً عن راحة البال المنشودة في خضم المشاغل والهموم والمسؤوليات والالتزامات المتراكمة. أحياناً (نبحر) في أعماقنا بحثاً عن مفاتيح قلوبنا، وأحياناً (نسترجع) قوانا العقلية بعد جدال عقيم مع بعض الأشخاص. وأحياناً (نلتمس) الكلمات المناسبة حينما يعز الكلام وتعجز الحروف عن التعبير. نبحث و(نتحرى) عن أشخاص يفهموننا ويشبهوننا في الطباع والأفكار. وأحياناً (نبحث) عن ذواتنا الحقيقية أصلاً!
والآن بكل صراحة وشفافية وبعد كل ما سبق، أنا (أبحث) عن فكرة مبتكرة لأكتب لكم مقالاً فريداً (لا تبحثون) بعده عن أي مقال آخر! اعتبروها نزعة نرجسية مشروعة، وتحملوني كما أتحملكم دائماً. فأنا (أقلب) الكلمات والأفكار في رأسي كما تتقلب الملابس في (الغسالة) الأوتوماتيكية! وكما يتقن البعض فن «المراوغة» ببراعة فائقة، (أنقب) عن مفردات عصية لا يطالها «مقص الرقيب»، و(أتطلع) إلى فكرة ذهبية لامعة يقف عندها القارئ ويقول: "هذا السطر بالذات يعبر عني أنا!".
وإلى حين تيسر الأمور؛ (ابحثوا) أنتم عما يمكن الاستفادة منه من هذا المقال المتواضع. أما عن نفسي، فقد تعبت حقاً من «اللف والدوران»، والآن لم أعد (أشتهي) إلا الاستلقاء على سريري الوثير فقط، وأنا أهمهم قائلاً:
(أين أنتِ يا وسادة الأحلام).
(التجول) بالسيارة يعني (التمشي)، والتنزه، و(اجتياز) الشوارع جيئة وذهاباً، واستعادة الذكريات الجميلة، وأحياناً الضياع؛ وذلك لأن برنامج خرائط جوجل قد فقد صوابه ولا يزال يعلق أهل جدة في السودان!
وصلت صديقتي، وخرجت من المنزل وأنا كالعادة (أفتش) عن نظارتي الشمسية، وبعد جهد جهيد و(بحث وتنقيب) وتمحيص دقيق، وجدتها أخيراً بين متعلقاتي الشخصية. صعدت إلى السيارة وقلت لها: اليوم أنتِ من ستقودين هذه الرحلة الممتعة، وسوف أستمتع أنا باحتساء قهوتي. فأجابتني قائلة: لا تقلقي، سوف (نتجول) قليلاً على امتداد الكورنيش، وبعد ذلك (سنبحث) عن مطعم فاخر نتناول فيه وجبة العشاء الشهية.
فأجبتها ممازحة: والله إنكِ (تبحثين) إما عن الازدحام المروري الخانق، أو عن صداع الرأس المزعج!
المهم؛ (بحثنا) نحن الاثنتان عن موضوع شيق نتجاذب فيه أطراف الحديث الممتع، وبدأت صديقتي تسترسل في الكلام عن ذكرياتنا العطرة، وسفرياتنا المبهجة، وسهراتنا اللطيفة، وروحاتنا وجيئاتنا، وتطور بنا الحديث حتى أصبحنا (نبحث) عن محطة وقود.
وبعد مرور ساعة كاملة من التجوال، عثرنا أخيراً على محطة وقود، ولكننا عندما وصلنا إليها لم نجد فيها أحداً! و(بحثنا) عن أي عامل، ثم عثرنا على لوحة صغيرة معلقة مكتوب عليها بخط واضح "مغلق للصلاة"، مع العلم أنه كان متبقياً حوالي ربع ساعة تقريباً على موعد الأذان!
ولكن على أية حال، لا بأس؛ انتظرنا كغيرنا مرغمين حتى عاد العامل، وقام بملء خزان السيارة (بالكامل) حتى نتمكن من إكمال (جولتنا) وتتفتح أساريرنا وتنتعش أرواحنا.
أخبروني إذن؛ من منا لا يسعى جاهداً للبحث عن السعادة والبهجة في هذه الحياة؟ نحن جميعاً نبحث عنها و(نقتفي أثرها) وكأنها جوهرة ثمينة قد ضاعت منا في أيام طفولتنا البريئة. نبحث و(نفتش) دائماً عن راحة البال المنشودة في خضم المشاغل والهموم والمسؤوليات والالتزامات المتراكمة. أحياناً (نبحر) في أعماقنا بحثاً عن مفاتيح قلوبنا، وأحياناً (نسترجع) قوانا العقلية بعد جدال عقيم مع بعض الأشخاص. وأحياناً (نلتمس) الكلمات المناسبة حينما يعز الكلام وتعجز الحروف عن التعبير. نبحث و(نتحرى) عن أشخاص يفهموننا ويشبهوننا في الطباع والأفكار. وأحياناً (نبحث) عن ذواتنا الحقيقية أصلاً!
والآن بكل صراحة وشفافية وبعد كل ما سبق، أنا (أبحث) عن فكرة مبتكرة لأكتب لكم مقالاً فريداً (لا تبحثون) بعده عن أي مقال آخر! اعتبروها نزعة نرجسية مشروعة، وتحملوني كما أتحملكم دائماً. فأنا (أقلب) الكلمات والأفكار في رأسي كما تتقلب الملابس في (الغسالة) الأوتوماتيكية! وكما يتقن البعض فن «المراوغة» ببراعة فائقة، (أنقب) عن مفردات عصية لا يطالها «مقص الرقيب»، و(أتطلع) إلى فكرة ذهبية لامعة يقف عندها القارئ ويقول: "هذا السطر بالذات يعبر عني أنا!".
وإلى حين تيسر الأمور؛ (ابحثوا) أنتم عما يمكن الاستفادة منه من هذا المقال المتواضع. أما عن نفسي، فقد تعبت حقاً من «اللف والدوران»، والآن لم أعد (أشتهي) إلا الاستلقاء على سريري الوثير فقط، وأنا أهمهم قائلاً:
(أين أنتِ يا وسادة الأحلام).